السبت، 3 فبراير 2018

(معانقة غير الحقيقة)
تعال تعلق في شرفتي ، أبقى قليلاً كي تعانقني، لا تستعجل الذهاب، لا تركن للغياب...
هكذا بدأت ميلي حديثها الهاتفي لحبيبها ....
الذي هوى بين قدميها بدأ حضوره ليخبرها أنه طفح به الكيل من مناجاتها على بعد اميال، ومن لقائها بعد تمنع واحتجاب ...
ثم نهض فجأة، عدل من نبرات صوته، وتعبيرات ملامحه، قال لهاوهو متجهم ومبعد وجهه عنها حتى لا تلتقي ناظريهما: سأغادر إلى غير رجعة، سأذهب بعيداً عنك كي تحضي بالزوج الذي تنتظريه ويلبي رغباتك المادية التي أعجز عنها ولا أستطيع بأي حال من الأحوال وهبك إياها
ثم قال مصححاً : أو تقديمها كقربان لأهلك ليرضوا سريع ارتباطنا.
كانت هي بدورها قاسية ، لم تقاطع حديثه الذي كان يتسرب لها فيعيد ترتيب الحروف التي لم تنطق بها لتقول مفاجئة له وصادمة:
اذهب لم أعد بحاجة لوجودك ولا حتى لتغييرك بغيرك، واطمئن لن انتظر عودتك، أو أحضى بغيرك كما قلت
بل اذهب وابحث عن أخرى تذوب لكلماتك المعسولة، ومناجاتك التي تضيع الأوقات في تنميقها، وتركن إليها، وتترك الجد والعمل.
كم نصحتك أن تلتفت لدراستك وتعليمك وآليت أن انتظرك مهما طال الوقت ولكن هذا الانتظار عبث.
غادرت المكان بطيفه، وتركته يصارع أوهامه ولَم تلتفت.
#أوراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق