السبت، 25 فبراير 2017

رحلة العودة من الموت

أني عدت من رحلة أسميتها رحلة الموت؛ هذا لا يعني أني خضت سكراته، أو لامست القبر، لكن عانيت من أحد أسبابه حتى ضاقت بي الدنيا، واختفت حلاوتها، ويئست من عودة إليها. ولم يتبقى منها إلا المرارة تستوطن حلقي، والمعاناة تهد كامل جسدي، ولم أعد أرى إلا شبح الموت يتربص بي ليلتقفني حين غرة دون زاد ومتاع قليل،..
وبعدها يمن علي الرحيم بعفوه، ويمدني بظل رحمته؛ فتعود لي الحياة، وتضحك في وجهي، وأنشط كأن شيئاً لم يصبني ذلك الفضل حقاً ومن سعة رحمة الله؛ فالحمى لا أظنها إلا شيء من سكرة، والعافية منها عظيم رحمة.
لعل مثل هذه الرحلة المرضية القصيرة والتي عدت منها بلطف من الله تجعلني أعيد النظر في أيامي المنصرمة، وما يجب أن ألتزم به، أو أتجنبه في ما بقي؛ حتى لا يفاجأني الموت حقاً وحينها لا مناص، ولا فرصة للعودة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق